من أعالي النجوم

من أعالي النجوم ومن أعماقِ البحور ومن قلبيَ المكسور ومن دميَ المهدور أنادي:
يا من سهرتُ الليالي لأجلكِ وبعت الاماني بحبكِ دفنتني حياً وواريتني التراب ندياً والقيدُ سجنُ يديْ والدمعُ سقّايَة خدي وما ذَنْبي إنْ أصبحَ عيدك عندي مأساة أواسي النفسَ فيكِ ولا نفعَ لمؤاساة أُضحّي بها مئاتُ المرات وتجيبني كمَ ذاقَ قيسٌ اللوعات لم داسَ عنتر الجمرات ما أخبار الهوى والعاشقات؟
أما الهوى فللمجانين وأما العاشقات فتأتيكَ بأخبارِهُنَّ السنين، صدهُنَّ بقلبٍ لايلين وانظر ما أصابَ الملايين أَتدخل مدينةً قتلتْ قيساً حياً ثم أحيَتْ ذِكراهُ بعدَ حين أَغَلبَهُ الحنين أم خانَهُ التفكيرُ الرصين أم عالجَ قلبَهُ الحزين بذلك الدواءُ اللّعين؟
أمّا عني فارجعُ لنفسي الشهيدة، كابدتْ من صغيرةٍ عنيدة، وتصادمتْ مع كُلِّ عتيدة أكان ذلك وعديَ المكتوب أنْ أقعْ في المصيدة أن أواجه المكيدة هل ينقلبُ المكتوب أم له صورةٌ فريدة مضتْ قديمة وهي عندي جديدة.
عناءٌ يتبعه عناء أرضُ شقاء بحر فناء نار قُدِّر لها البقاء لا الانطفاء تعودتُ العطاء بلا حدودٍ وبلا جزاء تعودتُ الكتابةَ في الصباحِ والمساء لتجديدِ الموعود لتكذيبِ الحاصل لتصديقِ الاحلام والضياع في الظلام فأين مستقري وأين ملاذ وأين حللت وكيف دارت الاحداث.